تحولت سوق دبي الحرة، التي انطلقت قبل 42 عاماً بـ100 موظف فقط، تحولت اليوم إلى أكبر سوق حرة في العالم، مع أكثر من 5,900 موظف من 56 جنسية ومبيعات سنوية قاربت 8 مليارات درهم في عام 2024. في حوار خاص مع البادية، يكشف صلاح تهلك نائب الرئيس التنفيذي عن أسرار هذا النجاح، وأهم استراتيجيات النمو، والتوجهات المستقبلية في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية.
انطلقت سوق دبي الحرة قبل نحو 42 عامًا بفريق لا يتجاوز 100 موظف، وبلغت المبيعات آنذاك 84 مليون درهم. ما هو عدد الموظفين الحالي؟ وهل لا يزال بعض أفراد الرعيل المؤسس ضمن الفريق؟
يبلغ عدد الموظفين في سوق دبي الحرة حالياً 5,985 موظفاً من 56 جنسية مختلفة، لم يتبق أي من الأعضاء المؤسسين بعد وفاة كولم ماكلولين، نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي السابق، في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
بعد 42 عاماً، أصبحت سوق دبي الحرة أكبر سوق حرة في العالم، كيف تنظرون إلى هذه التجربة في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد والتجارة العالمية؟
تمثل الخبرة الواسعة التي تتمتع بها سوق دبي الحرة نموذجاً ناجحاً للأعمال والابتكار في صناعة الأسواق الحرة، وهو بمثابة مصدر إلهام يوضح كيف يمكن للقدرة على التكيف والاستشراف الاستراتيجي أن تؤدي إلى النمو المستدام، حتى في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
بعد مبيعات سنوية قياسية في 2024، وصلت إلى 7.9 مليار درهم ، ما هي مؤشرات 2025؟
بلغت مبيعاتنا خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025 ما قيمته 760 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
واحتلت العطور والمشروبات الكحولية والتبغ والذهب والحلويات المراكز الخمسة الأولى من حيث الفئات، حيث بلغت مبيعات العطور 137,012 مليون دولار أميركي، مساهمةً بنسبة 18% من إجمالي الإيرادات. وتلتها الخمور بمبيعات بلغت 96,111 مليون دولار أميركي، في حين ارتفعت مبيعات التبغ بنسبة 14% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لتصل إلى 80,591 مليون دولار أميركي. وشهد الذهب أيضًا زيادة هامشية بلغت 7% مع مبيعات بلغت 77,711 مليون دولار أمريكي، مما ساهم بنسبة 10% من إجمالي الإيرادات.
وشهدت صناعة الحلويات نمواً قوياً، حيث احتلت المركز الخامس لأول مرة بنسبة زيادة 63% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث بلغت المبيعات 75,873 مليون دولار أميركي، وساهمت بنسبة 10% في إجمالي الإيرادات.
نحن على ثقة بأن المبيعات في عام 2025 ستكون جيدة وأننا سنحقق هدفنا بحلول نهاية العام.
كيف استطاعت سوق دبي الحرة الحفاظ على مكانتها في تحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال فترات التقلبات الاقتصادية العالمية؟
تمكنت سوق دبي الحرة من الحفاظ على مكانتها وتحقيق معدلات نمو مرتفعة رغم التقلبات في الاقتصاد العالمي بفضل عدة عوامل استراتيجية منها مزيج من العروض الاستراتيجية للمنتجات والعلامة التجارية القوية والتسويق المبتكر والقدرة على التكيف والاستثمار المستمر في عملياتها وعروض التجزئة. يعود الفضل الكبير أيضًا إلى فريق العمل المجتهد لدينا الذي يحقق أهداف المبيعات بشكل مستمر.
حصلت سوق دبي الحرة على أكثر من 700 جائزة، ما هي مميزات سوق دبي الحرة التي جعلتها تحظى بثقة المستهلك/المسافر؟
يمكن أن يعزى النجاح الملحوظ الذي حققته سوق دبي الحرة إلى عدة عوامل رئيسية لم تعمل على تعزيز تجارة التجزئة المعفاة من الرسوم الجمركية فحسب، بل وضمنت أيضاً ثقة المستهلكين والمسافرين، وذلك بفضل مجموعة منتجاتها الواسعة، وأسعارها التنافسية، وخدمة العملاء الاستثنائية، وموقعها الاستراتيجي، وممارساتها المبتكرة، وتعتمد قدرتها على ضمان ثقة المستهلك على الشفافية والموثوقية والتكامل التكنولوجي والالتزام بالاستدامة، وتعمل هذه العناصر مجتمعة على خلق تجربة تسوق جذابة تشجع المسافرين على العودة اليها مرة اخرى، مما يعزز مكانة سوق دبي الحرة كشركة رائدة في قطاع الأسواق الحرة.
على الرغم من أن معظم البضائع متوفرة في السوق الحرة بدبي، إلا أن منتجات التجميل والعطور والساعات تحظى بطلب كبير، فلماذا تحظى هذه البضائع بشعبية أكبر؟
يمكن أن تُعزى شعبية منتجات التجميل والعطور والساعات في سوق دبي الحرة إلى جاذبيتها الفاخرة وعروضها الحصرية وملاءمة هذه المنتجات الحصرية للسفر، وكذلك بفضل ضمان الجودة والأصالة، وتجارب التسوق الفعلية، ومعرفة بالاتجاهات الثقافية لاختيار منتجات كهدايا، لذك تواصل هذه المنتجات جذب مجموعة واسعة من العملاء.
أخبرنا عن تجربة التسوق عبر التجارة الإلكترونية؟ ما مدى نجاح هذه التجربة في الآونة الأخيرة؟
بشكل عام، أثبتت تجربة التسوق الإلكتروني في سوق دبي الحرة نجاحها وتطورها الاستراتيجي. ومن خلال الاستفادة من واجهة ومنصة سهلة الاستخدام، ومجموعة متنوعة من المنتجات، والحملات الترويجية، والتركيز على راحة العملاء، استجابت سوق دبي الحرة بشكل فعال لاتجاهات السوق ومتطلبات المستهلكين. إن الاستثمار المستمر في تعزيز منصة التجارة الإلكترونية يضعها في وضع جيد لتحقيق النمو المستدام والنجاح في مشهد البيع بالتجزئة المتطور.
تشهد أيام التخفيضات مبيعات ضخمة. ما مدى نجاح هذه التجربة، وهل يمكن لغير المسافرين الاستفادة منها؟
لقد أثبتت أيام التخفيضات في سوق دبي الحرة، بما في ذلك الفعاليات الموسمية وذكرى تأسيس سوق دبي الحرة، أنها استراتيجية ناجحة لتعزيز المبيعات والتفاعل مع العملاء وتعزيز ولاء العلامة التجارية. ورغم أن هذه الفعاليات تستهدف في المقام الأول المسافرين، إلا أن هناك سبلاً أخرى يمكن لغير المسافرين الاستفادة منها، وخاصة من خلال فرص التسوق عبر الإنترنت. وبشكل عام، لم تساهم الاستراتيجيات الترويجية لسوق دبي الحرة في تعزيز الإيرادات فحسب، بل عززت أيضاً سمعتها كوجهة تسوق رائدة.
من الملاحظ تواجد الموظفين في كافة المواقع، إلى جانب التنوع الكبير في جنسياتهم. ما سر هذا التنوع؟ وما الفوائد التي يجلبها لعمل السوق؟
في سوق دبي الحرة، نأخذ تطوير بيئة عمل وثقافة متنوعة وشاملة على محمل الجد حتى نتمكن من تقديم خدمة رائعة وتحقيق السعادة ليس فقط لعملائنا ولكن أيضًا لفريقنا المتنامي من الموظفين.
على الرغم من أننا نعمل في مدينة واحدة، إلا أننا في مركز العالم وعلينا أن نخدم جميع الجنسيات. نحن نوظف حاليًا 5,985 موظفًا من 53 جنسية مختلفة ونحرص دائمًا على تلبية احتياجات جميع عملائنا.
من خلال نهج تقدمي في التوظيف والتدريب، نهدف إلى توفير بيئة عمل ديناميكية ومبتكرة وشاملة للجميع، وضمان التوازن بين الجنسين في جميع أنحاء الشركة، والاستفادة من مجموعة واسعة من المبادرات لبناء مجموعة من المواهب.