على الرغم من أنه يمكن القول بأن الساعة الأولى من الحياة هي وقت مبكر جدا لبدء تدريب المهر، إلا أنه من المهم التأكد من أن أي معالجة تنفذ من قبل البشر خلال الأيام الأولى من الحياة أن تكون تجربة إيجابية للمهر. إذا كان لدى المهر تجربة سلبية مع التعامل البشري خلال هذه الفترة فإن ذلك قد يؤدي إلى تطور الخوف.
يجب أن يتعرض المهر أثناء الحياة المبكرة لمختلف المحفزات بحيث لا يتصرف بطريقة ناشئة عن الخوف عندما يتقدم بالسن. الحصان حيوان فريسة، وغريزته الطبيعية للفرار من الخطر قوية جدا. ولذلك فمن المهم جدا أن الحصان الذي سيتم استخدامه فيما بعدك حصان للركوب لا يعتقد أن المحفزات المختلفة التي سوف يواجهها أثناء حياته في وقت لاحق ذات خطورة محتملة، وإلا فإنه سيكون من المرجح أن يشعر بالخوف. ولذلك فمن الحكمة جعل المهر الصغير معتادا على ما يلي:
– ارتداء الرسن
– تقييده
– قيادته في الأرجاء
– تخليل أقدامه لتنظيفها
على الرغم من أن النقاط المذكورة أعلاه تشمل التعامل المباشر مع البشر والتدريب، إلا أن الكثير من التعلم الحيوي الذي على الحصان الصغير القيام به لا يتضمن في الواقع التدريب على هذا النحو، ولكن يحدث من خلال عملية التعود، وهو حين يصبح الحصان معتادا على حافز ما و يتعلم أنه لا يشكل أي تهديد. يمكن أن يعتاد المهر تدريجيا على الضجيج العام ونشاط الساحة بينما هو مع الأم، وبعض المدربين ينصحون بالسماح للمهر أن يعتاد على ضجيج حركة المرور ربما عن طريق إخراجه مع الأم إلى الحلبة التي تقع بالقرب من الطريق.
ومن المهم أيضا أن يتعلم الحصان الصغير التواصل الاجتماعي مع الخيول الأخرى، إلا إن كان الحصان بريا، فمن المهم بنفس القدر أن يتعلم الحصان الصغير التواصل الاجتماعي مع البشر. للأسف يتم تجاهل بعض الأمهار إلى حد كبير إلى أن يحين الوقت لإخراجهم للركوب، ويكون قد تم بالفعل تفويت العديد من الفرص لتدريبهم. ويمكن أن يكون عندها من الصعب التعامل معهم لأنهم لم يتعلموا كيف يتوقعهم البشر أن يتصرفوا، وهم قد وصلوا بالفعل حجما يمكنهم أن يكونوا خطرين.
في حوالي الأربعة أسابيع من العمر يدخل المهر مرحلة التنشئة الاجتماعية والتي يبدأ خلالها التواصل الاجتماعي مع الأمهار الأخرى. في وضع القطيع الطبيعي، سيكون هناك عادة أمهار أخرى من نفس العمر، وقد لوحظ سلوك اللعب الاجتماعي والاستمالة المتبادلة خلال هذه المرحلة. خلال هذا الوقت سيبدأ الحصان الصغير أيضا بإظهار سلوك اجتماعي تجاه الخيول البالغين، مثل سلوك الانقياد على شكل خفض الرأس، لعق الفم والمضغ. من حوالي الأربعة أشهر من العمر، تصبح الأمهار تدريجيا اكثر استقلالية عن أمهاتهم ويبدؤون بإظهار أنماط أكثر من سلوك البالغين مع الخيول الأخرى، مثل المحافظة على المساحة الشخصية واحترامها، ومراقبة التسلسل الهرمي أثناء الانتظار للشرب. تتعلم الخيول الصغيرة عن طريق عملية تسمى “التيسير الاجتماعي”، الذي ينطوي على نسخ سلوك أفراد القطيع الآخرين.